بحث في المدونة

الاثنين، 16 مايو 2011

يوميات عائلة متواضعة جداً ( الحلقة الثالثة )

أنست موجات التصفيق الحارة لإبراهيم أنه في طريقه للعمل و أن محطته قد اقتربت
حتى وصلت الحافلة إلى مكان العمل آخيراً و قد استغرق عدة ثوانِ قبل أن يدرك أن عليه النزول فقال في نفسه في حنق : يعني كان لازم توصل دلوقتي ده انا خلاص بقيت بطل الاتوبيسات
ثم قال للسائق : استنى يا اسطى .. ثواني بس
و لكن ابراهيم تيقن ان علاقته بالسائق كانت علاقة ( كره من أول نظرة ) و أنه لم يتأثر قط بإعجاب الراكبين به فالسائق زاد من سرعته و كأنما يتعمد استفزازه
فقال إبراهيم في سخط  و هو يركض مسرعاً نحو الباب : ليه كده بس ؟
قال السائق : بقولك احنا مش فاضيين لك
و لكنه لم يسمع إبراهيم قوله هذا لأنه لم يكن موجوداً داخل الحافلة بل اختفى تماماً !
-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
تآوه إبراهيم في ألم و يضع على جبهته ليوقف نزيف الدماء من الجرح في جبهته و الذي سببه اصطدامه بأحد الارصفة أثناء قفزه من الحافلة و هو يقول و قد اشتعل غيظاً : منك لله يا سواق العجلة انت ، بقى كل الناس كانت عايز توقيعي و انت ترميني كده
بس اكيد ده غيران مني عشان عبقريتي الفذة
ثم صمت و هو يقول : أو ربما .... نعم لقد فهمت هذا هو السبب
و أخيراً وصل اخيراً إلى مقر عمله و ذهنه يسترجع اخر صورة للسائق ، لقد كان .. لقد كان .... لقد كان فيـــل!!!
-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
المكتب
"يا نهار مش فايت "
قالها إبراهيم و هو يتوجه إلى الباب عندما نظر إلى ساعته ( متستغربوش اشتراها متهربة من محل عم حسنين باتنين جنيه و نص )
فوجد نفسه متأخراً عن عمله ساعة كاملة
و استعادت ذاكرته اخر حديث له مع المدير عندما جاء متأخراً 25 ثانية و اعطاه حينها محاضرة في أهمية الوقت
" حرام عليك احنا ايه اللي جايبنا ورا غير امثالك المستهرين بالوقت و مش حاسيين بقيمته "
- بس يا افندم انا متأخرتش الساعة سبعة بالظبط
" شوف عقرب الثواني يا فالح "
- ماله ؟
" عند رقم خمسة يعني تأخير 25 ثانية كاملة يا بارد "
- افندم ؟
" انت متعرفش ان الوقت من ذهب كل ثانية بتضيع فيها خساير في خراب بيوت فيها حروب فيها دول تطلع و دول تنزل فيها ... فيها ...
و استمر حواره هذا مدة لا تقل عن ربع ساعة ( فاكرين الفيلم ده ؟ ) عندئذ فكر إبراهيم أنه يقصد نفسه بهذا الكلام
و في نهاية الحوار قال المدير : اخر مرة اشوفك واصل متأخر يلا غور من وشي على مكتبك
و برغم تهديد المدير كرر إبراهيم التأخير
و كان زمن التأخير يتراوح من 15 ثانية إلى دقيقة كاملة و كان دورياً يستمع إلى محاضراته عن الوقت برغم أن المدير نفسه كان يتأخر تارة لأكثر من ساعة و تارة أخرى يتغيب تماماً  -  في الأيام التي يصل فيها إبراهيم مبكراً - و كأنما يتمعد ذلك
و لكن إبراهيم كان متيقناً انه هذه المرة مطرود لا محالة
و بمجرد أن دخل إبراهيم إلى المكتب وجد الساعي بحلته الانيقة و ربطة عنقه الملونة و ساعته الذهبية و عطره الفائح و الذي يوحي لمن يراه أنه أحد الشخصيات العامة الشهيرة أو ربما وزيراً ، أو على أقل تقدير مديراً للمكتب ، ولكن من يظن أنه مجرد ساعي !!
كان إبراهيم بيعرف أنه أحد الأقرباء المقربين للمدير و لذلك قام بفصل الساعي القديم ( لأنه نسي أنه يلمع قلمه الذهبي ) و قام بتعيينه بدلاً منه بمرتب ........ ( حرصاً على سلامة مرضى الضغط )برغم انه لا ينفذ مهام عمله على الإطلاق بل يكتفي برصد كل متأخر عن العمل من أمثاله
قال إبراهيم في نفسه : هو ده وقتك انت كمان
حاول إبراهيم أن يذهب إلى المصعد بهدوء حتى لا يشعر به و لكن خاب امله عندما سمع صوتاً من خلفه يقول : ايه يا ابراهيم مش تسلم الاول
التفت إليه إبراهيم و قال و هو يحوال كتم غيظه : أهلاً يا عادل
قال عادل بابتسامة مقيتة و هو ينظر إلى جرح وجهه : أهلاً يا إبراهيم
  ثم أضاف في سخرية : بيعجبني فيك التزامك بمواعيد الشغل لحسن حظك المدير مش موجود دلقوتي
لم يكن من الطبيعي أبداً أن يتحدث ساعي إلى أحد الموظفين بهذا الاسلوب
و لذلك تضاعف غضب إبراهيم فتجاهل ( وسطته ) تماماً و هو يقول : خليك في حالك يا عادل ، و خليك في شغلك
قال الكلمة الاخيرة ببطئ و هو يضغط على كل حرف من حروفها
فشحب وجه عادل و ذهب مبتعداً
قال إبراهيم في نفسه بغضب و هو يتجه إلى المصعد : طبعاً مهو مش حاسس بحاجة معاه عريبة ع الزيرو من غير مقدم و لا اقساط !!
ثم اتجه إلى المصعد في صمت
-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
مكتب المدير
نصف ساعة من الملل عاشها إبراهيم في مكبته القديم و العتيق المزود بأجود أنواع  الأقلام و الاوراق ( كمبيوتر ايه و وجع الدماغ ايه دي كلها تقاليع )
كان عليه فقط تذييل بعض الاوراق بتوقيعه و ختم البعض الاخر بختم النسر الجميل
و كذلك عبارات : سلامتك ، و ما يقعش إلا الشاطر .. و تعيش و تاخد جيرها ... إلخ
و التي تلقاها بصورة ساخرة من زملائه في المكتب
و قبل أن يفقد وعيه من شدة الملل دخل عادل المكتب و كعادته كلما رآه شعر إبراهيم بالغضب
ابتسم عادل ابتسامة خبيثة و هو يقول : المدير عايزك يا إبراهيم
ارتجف إبراهيم و تراصت الاحتمالات في رأسه و اخذ يتساؤل في نفسه : يا ترى هيدوني معاش محترم ؟
في مكتب المدير
توجه إبراهيم إلى مكتب إبراهيم و هو يقدم قدماً و يؤخر اخرى حتى وصل إلى باب المكتب و ارتجفت يده و هي تطرق يد الباب و لم تكد الطرقة تكتمل حتى قال المدير بسرعة : أدخل
أثار ذلك في نفس إبراهيم مزيجاً عجيباً من الدهشة و الخوف فاعتقد و أن ليس لديه عملاً سوى أن يلصق أذنه بجوار الباب
فتح إبراهيم الباب في بطئ شديد
مما دفع المدير يصيح فيه : ادخل
ارتجف إبراهيم أكثر و أكثر من تلك الصيحة و اسرع في فتح الباب ثم دخل و اغلق الباب خلفه
كان مقدار الغضب الذي يعتليه عند رؤيته المدير لا يقل عن ذاك عند يطل عليه عادل ( الساعي )
كان المدير واقفاً عن نافذة مكتبه الت تُلمع ثلاث أو ربع مرات يومياً في مكبته الفاخر و الذي تزيد مساحته عن مساحة الحافلة التي استقلها إبراهيم في طريقه بأربع مرات أو خمس
كان متوسط الطول و بدين إلى حط مفرط و ذو قرش تقليدي للمديرين و الاثرياء و كان ذلك يدفع إبرهيم دائماً بأن يسأل :
ليه كل الاغنياء بكرش ؟ *
اخرجه من أفكاره تلك قول المدير و قد جلس على مكتبه : تعالى هنا يا باشا
تقدم إبراهيم نحو المكتب و فكر أن يجلس و لكنه أخرج تلك الفكرة من رأسه لأنه استعاد ذكرى المرتين الذي حاول فيهما فعل ذلك ففي الاولى اعطاه المدير محاضرة عن قواعد الذوق العام و في الثانية دعاه المدير نفسه للجلوس و لكن لم يكد يلمس الكرسي حتى ... مما اضطره لعدم الجلوس على أي كرسي لمدة اسبوع
قال له المدير فجأة : ما تقعد يا إبراهيم
رد إبراهيم : لا ما يصحش سعادتك
قال المدير بابتسامة ساخرة : واضح انك اتعلمت كتير
قال إبراهيم و هو يبادله في نفسه تلك السخرية : البركة في سعادتك
و فجأة انقلبت ابتسامة المدير الساخرة إلى ثورة و هو يقول : بس متعلمتش انك ما تتأخرش
ثم اضاف : ازاي يا بيه تجيلي متأخر ساعة كاملة انت شغال فين ؟ في سوق ؟
شحب وجه إبراهيم بشدة
فتابع المدير و قد هدأ غضبه و كأنما ألذه شحوب إبراهيم : انت بتستغل غيابي عشان تلهو براحتك
قال إبراهيم : لا ابداً يا افندم ، بس هو حضرتك عرفت ازاي ؟
قال المدير بخبث : انت فاكرني مش عارف اللي بيحصل و انا مش موجود و لا ايه ؟ في هنا موظفين مخلصين و محترمين و مجتهدين و عارفين قيمة لوقت زي عادل مش زيك
قال إبراهيم في نفسه : اه .. بقى كده
ثم وجه حديثه إلى المدير قائلاً :
سيادتك انا دايماً بكون في مواعيدي و حضرتك بتكون مش موجود .. بتكون احم ، مشغول في شغلك و حظي حضرتك انك بتشوفني و انا متأخر و بس ، و بعدين سيادتك عارف المواصلات ، انا اتسرقت و كمان اتجرحت
و اشار إلى جرح رأسه
قال المدير و هو ينظر إلى جرح رأسه بلا مبالاة : و انا مالي بكل ده ، اشتريلك عريية ، اتصرف
قال إبراهيم في دهشة : اشتري عربية ازاي سيادتك اجيب فلوسها منين ؟!
قال المدير : بقولك ايه ، انا مش عايز وجع دماغ لو اتأخرت تاني هفصلك ، مفهوم ؟
قال إبراهيم في استسلام : مفهوم يا افندم ... مفهوم
ثم توجه إلى الباب ليخرج
و لكن المدير استوقفه قائلاً : استنى هنا ، هو انا قلتلك تمشي
التفت إليه إبراهيم قائلاً : افندم ؟
قال المدير بابتسامته المقيته الشبيهة إلى حد كبير بابتسامة عادل : لازم تاخد عقابك
صٌعق إبراهيم و هو يقول متعلثماً : ع..ع..عع .. عقاااا... عقاب ايه يا افندم ؟
اشار إليه المدير قائلاً : ايوا لازم تتعاقب على التأخير ده تعالى هنا
تقدم إبراهيم مجدداً نحو مكتب المدير بخوف كيبر زاد من تلذذ المدير و هو يخرج حزمة من النقود من احد جيوبه المنفخة و التي بمجرد أن رآها إبراهيم تحولت حالتها من الخوف إلى مزيجاً من الانبهار و الحسرة
و تضاعفت لذة المدير أكثر و أكثر برؤية تعبير وجه إبراهيم الذي بدا في قمة البلاهة
أخرج المدير 4 أوراق من فئة المائة جنيه و قال لإبراهيم : انزل هاتلي 5 كيلو كباب من المحل اللي جنبنا
اه و انتا رايح قول لعادل يجي ياكل معايا ... مكافأة ليه طبعاً على امانته
" لا إلا دي "
تفجرت تلك الصرخة في رأسه و نقلها على لسانه ( بعد المونتاج ) عشان اكل عيشه فقال : طيب يا افندم ما تبعتله اي حد يغري .... عشان ... عشان اجيب لحضرتك الاكل بسرعة
قال المدير : لا انت اللي هتقوله
أدرك إبراهيم أنه لا جدوى من النقاش فخرج من الغرفة في استسلام و هو يحدث نفسه : عقاب ليك ، و مكافأة ليه على امانته ، على اساس انهك مش بتأكله من ده كل يوم ، و  كل مرة تقولي لو اتأخرت هفصلك هفصلك ، يا أخي بقى نفذ تهديدك و افصلني ، ده انت عيل بصحيح
و بمجرد خروج إبراهيم قال المدير و هو يضحك ضحكة ساخرة : ده انت لقطة ، افصلك ازاي و انت بتحسسني بقوتي ، ههههه ده في احلامك
-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
بمجرد أن خرج إبراهيم من مكتب المدير وجد أمامه عادل و كأنما كان بينتظره و قال له مبتسماً نفس الابتسامة المقيته ( اعملكم اه هم ناس رخمة ) : صباح الخير و النور
أراد إبراهيم أن يقول له : صباح الشر و الظلام و الزفت على دماغك
 و لكن تذكر أن مكتب المدير خلفه فرد باقتضاب : أهلاً
ثم ازدرد لعابه و هو يقول : المدير بيقولك يا ريت تدخله ، عشان عازمك على أكلة كباب
ابتسم عادل ( مش مقيتة المرة دي ) و هو يقول : اه ، و يا ترى مش عازمك ليه ؟ انا عارفة انك نفسك تاكله من اول ما اتولدت أراد إبراهيم أن يفرع شحنة غضبه فيه بخليط من الركلات و اللكمات التي ينفذها توبي ماجواير في فيلم سبايدرمان ( حفظهم من بنته )  و لكن بذل مجهوداً يحُسد عليه للاكتقاء بقول : ابقى اسأله
ثم تركه في قمة زهوة النصر و ذهب هو في قمة الانكسار
-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
توجه إبراهيم بمنتهى الحسرة إلى محل الكباب الذي يجاور مقر العمل و ذهب إلى صاحب المحل و قال له : 5 كيلو كباب من فضلك
نظر إليه الرجل بدهشة و قد كان محقاً فلا يمكن أن يوحي شكل إبراهيم المزري قدرته على تحمل هذا الطلب الضخم حتى لو كان في البطاطس فما بالكم بالكباب !!!!
قال إبراهيم في غضب : انت مالك محدق في كده اخلص
قال الرجل في دهشة : انت قلت عايز ايه ؟
اغرت إبراهيم النقود التي يحملها فدعته إلى التفاخر بها و التظاهر بأنه من الاثرياء فقال : ايوا انت ما بتسمعش ، ادي 300 جنيه اهم
تعجب الرجل أكثر من رؤية هذ المبلغ مع هذا الرجل و لكن سرعان ما انست النقود دهشته فالتفت سريعاً لاحد العاملين بالمحل : 5 كيلو كباب بسرعة ياض
ثم أعاد توجيه حديثه لإبراهيم : اسف على السؤال يا باشا بس حضرتك لابس كده ليه ؟
شد إبراهيم قامته و هو يقول : اصلي كنت في حفلة تنكرية خيرية للإطفال اللي عندهم اكتتئاب يمنعهم من لعب البلايستيشن ( عرف الان فائدة تكرار ابنه لهذه الكلمة في المنزل )
و بدا أن تلك الكلمة الاخيرة كانت لها تأثير الساحر فالتفت الرجل إلى أحد مساعديه صائحاً : خلص طلب الباشا بسرعة ياض
ثم التفت إلى إبراهيم : منور المحل يا بيه
و لم تمض دقائق حتى وصلت وجبة الكباب الضخمة لإبراهيم فأعطاها له صاحب المحل و قال له مودعاً : سلام يا باشا يا ريت تشرفنا تاني
ابتعد إبراهيم عن المحل بسرعة بدون أن يرد ، لأنه كان متيقناً أنه لن يقترب من ذلك المحل مجدداً في حياته ألا إذا اصابه الغباء الكافي و تأخر عن العمل مجدداً
و ما أن أبتعد عن أنظار صاحب المحل حتى ركض مسرعاً إلى مطعمه المفضل
................. مطعم عم محمد للفول و الفلافل !!!!!!

سؤال الحلقة :
ليه كل المديرين بكرش ؟
1 - من كتر اكل الكباب
2 - بيخبوا فيه الفلوس اللي بيلهفو...... بيقبضوها
3 -فيها بلايسيشن
4 - محمد منير
وسائل المساعدة :
1- حذف 2 كيلو كباب
2 - الاستعانة برأي الموظفين
3 - الاتصال بمدير
و الجائزة كبرى لأول إجابة صحيحة
عدد 2 سندويتش فول +  عدد 2 قرص فلافل من كشك عم محمد
-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
نهاية الحلقة الثالثة
يتبع

يوميات عائلة متواضعة جداً ( الحلقة الثانية )

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

الحلقة الثانية من ( عائلة متواضعة جداً )



-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------


ما إن وجد إبراهيم نفسه داخل الميكروباص حتى تنهد بارتياح ، كانت لك من المرات القليلة التي استطاع الدخول بها إلى داخل وسيلة من المواصلات العامة بدون خسائر

و الان كان عليه أن يجد مكان يمكث فيه حتى تمضبي الثلاثون الدقيقة اللازمين لوصوله للمحطة التي يريدها على خير

كان من المستحيل أن يفكر حتى في أن يجد مقعداً خاوياً و لكن كان أقصى امانيه أن يجد عموداً به مكان ليد بشرية متوسطة الحجم ليسمسك به و يستند عليه

-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------


المحطة التالية    

بعد عذاب و رحلة تصيب بالاكتئاب خرج إبراهيم من الباب

و في المحظة أخذ ينتظر مدة لا تقل عن تلك التي كانت في المحطة السابقة و أخيراً وصلت احد الحافلات الحكومية ( الفاخرة ) و كان ذلك واضحاً على ألوانها الباهتة و عجلاتها الفضائية ( فهي لم تكن تامة الاستدارة بل كانت ذات شكل عجيب فحتى فيثاغورث * يحتار في تفسيره ) و في الداخل فالتكييفات معطلة ( بس على الاقل في تكييفات ، و لو حتى للزينة ) و المقاعد ( إن صح تسميتها بذلك ) كانت .... احم احم ، و كذلك الاعمدة صدئة ... إلخ


و بالداخل لم يكن الوضع يختلف كثيراً عما سبقه في الميكروباص باستثناء أن العدد أكبر بطبيعة الحال و ذلك لأنها حافلة و هي أكبر حجماً بالطبع فضلاً على أنها كانت ( حكومية ) و هذه الكلمة الاخيرة ينبغي أن نلاحظها جيداً ، فهي تعني الكثير و الكثير جداً

باستثناء ما ذكرنا سابقاً فهي تعني أعداداً غفيراً من البشر يتراصون في مكان واحد لا تزيد مساحته عن عشرة أمتار مربعة
و لكن الان علينا أن لا ننظر للامور من الجانب المظلم فقط ، بل لابد علينا أيضاً أن ننظر للجانب المشرق للامور و الذي يتركز في ثلاث نقاط أساسية و هي :
1 - هذه الاعداد الغفيرة تدل على ان مصر تملك التقدم العلمي و ليس كما يقول البعض فنحن لدينا حافلات تعد الاعلى سعة في العالم أجمع ( مما يؤهلنا لدخول موسوعة جينيس للارقام القياسية و لكن لست أدري لما لم يُسجل رقمنا فيها بعد ) و لكن على الاقل نحن لنحتل المركز الاول في شئ ما
2 - هذه الحافلات تزيد من صلابة و قوة تحمل المصريين و هذا ما يفسر قدرتهم على الانتظار في المحطات العامة لساعات و ساعات تحت حرارة الشمس اللافحة بدون أن يلقى أي منهم حتفه !!!!
3 - كذلك تفيد تلك الحافلات في اكساب المصريين المرونة و الرشاقة ( وهذا ما يفسر أن المصريين خامس أكثر الشعوب بدانة !!! )  مما يعطيهم القدرة على الجلوس و التواجد في اضيق الاماكن و المساحات مما يوفر الكثير من المصاريف في توفير الكثير من المقاعد المريحة في باقي الاماكن العامة ( فقط يكفي قطعة من الخشب  طولها 2 سم و عرضها 5 ملم )
و بالطبع كان إبراهيم من أولئك الذين يتمتعون بالقدرة الرهيبة على الجلوس أو الوقوف في أضيق الحدود الممكنة و دس نفسه في وسط الجموع و تشبث بأحد الأعمدة في استماتة جندي ، و ذلك لانه لم يجد اي من المقاعد تحتوي حتى على 5 مليمترات خاوية
و في هذا الموقف تتجسد أمامنا فائدة أخرى من فوائد وسائل المواصلات الحكومية و هي :
القدرة في البقاء على قيد الحياة بتنفس أقل كمية ممكنة من الأكسجين في أضيق الحدود الممكنة من المساحة
 فبالله عليكم أليس هذا رائعاً
هل تجدون كل هذه المميزات في وسائل المواصلات في بلد في العالم
فكيف نشكو من هذه الحافلات الممتعة و هذه التدريبات الجميلة ؟؟!!!!

عصابة الأفيال
كالعادة كان إبراهيم من هئلاء الذين يتمتعون بالقدرة على التنفس بأقل كمية من الهواء ، فقد كان يطوقه من الجوانب الاربعة مجموعات من البشر و قد كان معظمهم من ذوي الاوزان الخفيفة ( فقط 200 رطل و أكثر ) مما أدى إلى تقليص حصته الرسمية في الأكسجين
و في الطريق أخذ أحد الافيال ... عفواً أقصد أحد الأشخاص ، يفحص إبراهيم ببصره بصورة مثيرة للريبة و قبل أن يلاحظ إبراهيم ذلك قال الفيــ ... الرجل لإبراهيم  : أهلاً يا أخ

رد إبراهيم بدهشة : أهلاً و سهلاً ... لكن انت تعرفني
رد الرجل : لا
تضاعت دهشة إبراهيم و هو يقول : طيب ، أي خدمة ؟

رد الرجل : أيوا عايز .....
قال إبراهيم و قد كادت يده أن تنزلق من العمود عندما انحرف السائق في احد المنعطفات : عايز ايه ؟
و فجأة ركض فيــــ .. رجل آخر نحو إبراهيم قائلاً : عايز محفظتك
و تسمر إبراهيم في موضعه من وقع المفاجأة مما سهل المهمة كثيراً للرجل فدس يده في جيب إبراهيم التي برزت منه محفظته ( على نحو يتناقض تماماً مع الحالة المزرية لملابسه ) و ما ان انتزعها حتى ركض نحو باب الحافلة و قفز منه قفزة تشبه قفزات توم كروز في أفلام Mission Impossible ( من تأثير المواصلات العامة )
و قد تبعه في هذا الفيــ .. الرجل الذي كان يحدث إبراهيم
كل هذا حدث في بضع ثوانِ مما أكد أنهم محترفون ، و أنها ليست السرقة الأولى لهم
كل هذا وإبراهيم متجمد في مكانه بلا حراك و لكن ناب عنه رجل قال للسائق : وقف الاتوبيس يا اسطى في واحد اتسرق . و قد كان في طريقه للباب و كان يبدو أنه تبرع لمطاردة اللصوص

و لكن بدا أن جملته هذه أذابت الجليد الذي كان يحيط بإبراهيم فقال بسرعة : لا متوقفش حاجة يا اسطى  ( برغم أن الحافلة كانت تتحرك بسرعته الطبيعية .. بل زادت أيضا ً، و لم يبد على السائق أنه لديه نية للتوقف )
ما أن قالها حتى أثار ذهول جميع الركاب د
فقال الرجل الذي طلب من السائق التوقف في تعجب : ليه كده ، انت مش عايز فلوسك و لا ايه ؟
قال إبراهيم في غموض : لا عايزها طبعاً

فزاد تعجب الرجل و هو يقول : طيب مش عايزنا نحاول نلحقهم ليه ؟
قال إبراهيم : أولاً احنا مش هنلحقهم  ، و دي مش اول مرة يحصلي الموقف ده حصل لي ثلاث مرات قبل كده و عرفت اني استحالة الحق حرامي اتوبيسات
ثم تابع في زهو و قد تضاعفت دهشة الرجل و من حوله :
لهذا خطرت لي فكرة عبقرية لتجنب تلك السرقات
نظر له الجميع بتساؤل و فضول
فزاد ذلك من زهوته فقال ( بأسلوب يوحي بأنه آينشتاين عصره ) : ببساطة أيها السادة فكرت بأن أخادع اللصوص بوضع محفظة منتفخة في أحد جيوبي و لكنها ، ليست منتفخة من المال ..... بل من الورق
أما المال الحقيقي فأضع في جيب آخر و عندما ينظر اللص يلفت الجيب المنتفخ إنتباهه و يتجاهل الجيب الاخر تماماً كما فعل الاحمق السابق
اثار كلامه هذا موجة من الإعجاب و التصفيق الحار في الحافلة
و قال إبراهيم : و لم يكلفني هذا سوى قطعة جلدية او قماشية قديمة اقوم بتخييطها لتبدو مثل المحفظة ، فأنا لن أكلف نفسي محفظة يومياً
( أصدقتم الان ان لدينا وسائل مواصلات عامة و حافلات مذهلة فهي تنمي الفكر و تزيد نسة الذكاء و تنشط الدورة الدموية )
يتبع .............
----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
* فيثاغورث : فيثاغورث أو فيثاغورس أوفيتاغورس الساموسي هو فيلسوف ورياضي إغريقي (يوناني) عاش في القرن السادس قبل الميلاد، وتنسب إليه مبرهنة فيثاغورث.
هتم اهتماما كبيرا بالرياضيات وخصوصا بالأرقام وقدس الرقم عشرة لأنه يمثل الكمال كما اهتم بالموسيقى وقال أن الكون يتألف من التمازج بين العدد والنغم. أجبر فيثاغورث أتباعه من دارسي الهندسة على عدة أمور قال أنه نقلها في رحلاته من المزاولين للهندسة:
  • ارتداء الملابس البيضاء.
  • التأمل في أوقات محددة.
  • الامتناع عن أكل اللحوم.
  • الامتناع عن أكل الفول.
لا يَعرف تماماً مكان وزمان وفاته و لكن يرجح أنه توفي عام 500ق.م. ظلت تعاليمه ونظرياته تزداد انتشاراً بعد مائتي عام اقام مجلس الشعب (البرلمان)تمثالاً لفيثاغورس في روما شكراً له على انجازه ووصفه المجلس بالحكيم.

يوميات عائلة متواضعة جداً ( الحلقة الأولى )

  السلام عليكم و رحمة الله و بركاته



 أعرض عليكم رواية من تأليفي ليوميات عائلة متواضعة جداً ( مادياً و ليس علمياً ) قبل و بعد الثورة و ذلك على عدة اجزاء
و في نهاية السلسلة عليك التفرقة بين قبل و بعد الثورة و أظن أن المقارنة سهلة
  نبدأ بسم الله

 ------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

يستيقظ الاب ( إبراهيم ) : من نومه  في حوالي السادسة صباحاً كالعادة بوجه يوحي بأنه قد خرج من معركة و ليس مستقيظاً من نومه الذي من الكذب ان يوصف بالمريح ( فعندما تنام على كتلة من الخشب المتنكر في سورة سرير و قد تهالكت او كادت لا يمكن ان يكون نومك مريحاً مطلقاً ) ثم اسرع إلى الحمام على أمل أن يجده خاوياً على غير العادة من أبنائه الثلاث أو زوجته و لكنه سرعان ما تبخر أمله و تلاشى حلمه عندما وجد الباب موصداً و لكنه اعتاد منذ فترة لا تقل عن 3 سنوات على التحكم في أعصابه فكف عن التحطيم او التكسير في كل ما يحيط به عندما يتعرض لذلك الموقف الرتيب بعد أن أدرك أن الخسائر الناجمة عن ذلك أشد من أن تتحمله الميزانية المتواضعة بالإضافة لإدراكه أنه لا خسائر مادية ستنتج عن الانتظار ( و إن كان ذلك سيؤخره عن عمله كالعادة مما يعرضه لكم من التوبيخ و وابل التهديدات بفصله من العمل من رئيسه المباشر  ) لذلك آثر الانتظار في هدوء و لكن بعد أن مر الوقت و تآكلت قدميه من الانتظار فصاح : مين اللي جوه ؟ رد من بالداخل : من الداخل : سمير يا بابا ، صاح فيه إبرهيم في غضب : بتعمل ايه كل ده ياض ؟ انت هتتنك علينا عشان الكام جنيه اللي بتساهم بيهم في ميزانية البيت ما انت بتاكل بيهم برضو فيرد سمير : لا تناكة و لا حاجة انا خارج ، و لم تكد تمر دقيقة حتى خرج سمير في هدوء و اسرع إبراهيم للداخل و قد أوشك على أن ينفجر .


يخرج إبراهيم و يتجه مباشرة إلى المائدة ( وإن كان تسميتها بذلك غير دقيق ) فهي عبارة عن كتلة مربعة من الخشب الغير مصقول و المكسور من جمبع جوانبه ذات أربعة أرجل شبه محطمة و كان من العجيب أنه لم تنهار و حولها خمسة مقاعد و كانت تبدو لامعة ( بالمقارنة بالمائدة  ) و قد كان جميع أبنائه على مقاعدهم بمنتهى اللهفة منتظرين أن تحضر الام وجبتهم اليومية الفاخرة و التي تتكون من : فول + فلافل + قطعة جبن + بيض مقلي ( في بعض الاحيان و غالباً في بداية الشهر ) على أجد المقاعد كان ابنه سمير يجلس و قد كان متخرجاً من كلية الهندسة قسم الكترونيات بتوفق من عدة سنوات و ظل يبحث عن عمل و لكن دون جدوى مما اضطره لقبول عمل متواضع بأجر أكثر تواضعاً في وزارة الصحة ( لاحظوا العلاقة بين مؤهله و هذا العمل ) و بعد العمل يذهب في محاولة جديدة يائسة للبحث عن عمل ( ممكن يشتغل في وزارة الزراعة مثلاً ) و بجانبه شقيقته هبة الطالبة بكلية الإعلام و التي لولا تفوقها لما كانت قادرة على الاستمرار فيها بسبب مصاريفها الباهظة ،  بجانبها شقيقهما وليد الطالب بالثانوية العامة في احد المدارس الحكومية ( الهاي اوي ) جلس الاب في مقعده المعتاد بانتظار الإفطار ، و ما هي إلا دقائق حتى جائت الام و هي تحمل طبق الفول الفاخر و وضعته بحرص شديد على الطاولة و هي تقول باسمة : مفاجآة فول بكامل الاضافات . قال وليد بمزيج من السخرية و التهليل : يا سلام على المفاجآة كنت فاكره هيكون ساده و ليه بقى الكرم ده كله . قالت الام بمحاولة للمحافظة على ابتسامتها : اتبقى شوية زيت و بهارات قلت ليه احرمكم . قالت هبة هذه المرة : شكراً و يا ترى اتبقى شوية بيض كمان ؟ . قالت الام : لا للاسف في جبنة و فلافل بس ، و خلاص كلها يومين و يجي اول الشهر  . قال سمير هذه المرة : اه زي كل يوم يعني . قال الاب في غضب : كل و انت ساكت ياض و بطل تناكة . لم يعلق سمير و اخذ حاول ان يبلع ما يستطيع بلعه قبل أن يذهب إلى عمله .

أنتهت الاسرة من الأفطار و ذهب كل منهم إلى مقصده و الان لنشاهد رحلة كل شخص فيها عن كثب


الأب :في طريق الذهاب إلى العمل


كالعادة خرج الاب إلى المنزل قاصداً موقف السيارات و الحافلات ليبدأ أولى معاركه اليومية و بعد أن وصل الموقف أصطف بجانب القبائل البشرية الهائلة الراغبة في شئ ذي عجلات ليقلها إلى حيث يريدون


كان هناك ست وسائل :


1 - التاكسي

2 - القطار

3 - مترو الانفاق

4  طائرة هيليكوبتر خاصة

5 - الحافلة ( الاتوبيس ) الحكومي طبعاً

6 - الميكروباس

طبعاً قام بحذف الخيار الاول لان التاكسي مش من مستواه ( وذلك لتكلفته الزهيدة ) و كذلك الثاني لانه شك انه لا يوجد خطوط سكك حديدة تمر على عمله و أيضاً الثالث لعدو وجود شبكة مترو في طريق عمله المنحوس و طبعاً لولا خسارته لبضعة ملايين في البورصة في اخر صفقة له لكان الان من اصحاب الطائرات الخاصة

و لذلك لم يتبقى لديه سوى الحافلة و الميكروباص


 و أخذ يشق طريقه و يتوغل وسط أكوام البشر و تمر الحافلات و الميكروباصات واحداً تلو الاخر



و يتدلى من باب كل منها صبي أو شاب يصيح بوجهته و ظل الرجل ينتظر على أمل أن يجد ما يستقله و عدد المنتظرين يقل تدريجياً و لا ما فاض به الامر قال في نفسه : شكلي مش هخلص النهارده مفيش قدامي غير اني اركب اتوبيس لحد .... و بعدين اركب من .... ل ...... ثم ل ...... إلخ



و أخذ إبراهيم ينتظر و أخيراً بعد أن فكر جدياً في أن يتغيب عن العمل في ذلك اليوم ، وجد الميكروباص المنشود ( ليس المتوجه إلى عمله مباشرة بل إلمتوجه إلى المنطقة ... و التي سيتقل منها الحافلة .. للمنطقة ... ثم يركب الميكروباس ... للمنطقة .... ثم مشي لمسافة .. كم ) ثم .... و لا بلاش كفاية وجع دماغ

فالتقط انفاسه و قال : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله

ثم أخذ يتوغل وسط أكوام البشر حتى وصل إلى بابه بصعوبة بالغة ثم تشبث فيه هو و الكثير من الناس المحيطين و كأنما  يمثل طوق النجاة بالنسبة إليهم فقال إبراهيم في حنق : يعني هو محبكتش إلا على الاتوبيس ده و أخذ يصعد على مهل و أثناء كفاحه هذا تحرك الميكروباص ، فصاح إبراهيم في السائق : متصبر يا اسطى لحد ما نطلع

فرد السائق في عصبية شديدة : هو احن مش فاضيين غير ليك ولا ايه ؟ مش عاجبك اتفضل انزل

لم يرد إبراهيم و قرر أن يوفر طاقته في محاولة الصعود

و أخيراً بعد معارك من الظلم مقارنتها بمعارك الحرب العالمية الثانية أصبح داخل الميكروباص

----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
 يتبع .........

الوصايا الأحد عشر لمصر

انصتوا أيها المصريين : الأقباط منكم و المسلمين
أنا مصر أناديكم : فلا تكونوا للنداء متجاهلين
أنا مصر أنصحكم : فهل تكونوا لنصائحي منفذين ؟
استوصيكم بالتماسك : و لا تكونوا لكل حاقد مستمعين
استوصيكم بالتعاون : فلا تنساقوا وراء المفرقين
انبتهوا من المتربصين : و لا تكونوا عنهم غافلين
انتبهوا من الخبائث و الفتن : و لا تكونوا لها ناشرين
تمسكوا بحبل الاخاء : و لا تكونوا عنه متنازلين
تشبثوا بمقبض المحبة : و لا تكونوا عنه متخلين
دافعوا عن رمز الترابط : و لا تكونوا في الدفاع متخاذلين
قاتلوا حتى آخر رمق : للحفاظ على كونكم متحدين
دافعوا عن كل مسجد و كنيسة : و لا تتركوها لايادي المخربين
دافعوا عن وحدتكم الثمينة : و لا تتركوها لهواً في أيدي العابثين
أنا مصر نصحت و أوفيت : فلم يبقَ سوى تنفيذ المحبين

بقلم :

AHMEDHOLZ

سور المخابرات ( شعر قصير )

السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
انهيت بحمد الله ثاني أشعاري
و برغم اني لم اكن اتوقع هذا مطلقاً
هذه المرة الشعر قصير قليلاً و لكنه مجرد فكرة خطرت لي فجأة
---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
قررت في أحدى المرات : بارتكاب أكبر الحماقات
كانت أعظم المخاطرات : و كانت لي أعظم الرغبات
فاخترت أصعب القرارات : و تجاهلت كل العقوبات
و ذهبت بصادق النيات : لدخول مبنى المخابرات !!
و خالفت كل التوقعات : و دخلت رغم الصعوبات
و حققت أغلى الامنيات : و كسرت حاجز المستحيلات
..فاشتممت رائحة المهارات : و رأيت أعلى القدرات
من أعتى رجال العمليات : يؤدون أصعاب المهمات
و أذكى رجال التقنيات : بفكون أعقد الشفرات
حتى المقاتلين و المقاتلات : سطروا أروع العبارات
في المهارات و التضحيات برعوا بأدنى الامكانيات
و بأقل التعداداـــــــــــــــات  : بلا دعم أو مساعدات
و بدون خيانة المعاهدات : أو طعنة ظهر كالحيات
كرجال باعوا الامانات : و تركوها لتدهسها الدابات
.. أبهرتني كل الاستعدادات : و ذهلتني قاعدة البيانات
رأيت أعلى القدرات : خلف سور المخابـــــــــرات

قصيدة ( أمجاد ضائعة ) أول أعمالي الشعرية

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
لم أتصور يوماً أني سأقدر على نظم قصيدة شعرية واحدة
كان جهدي دائماً منصب على كتابة رويات الخيال العلمي المفضلة لدي
و لكن جائني إلهام فجائي بهذه القصيدة
هذه أول قصيدة أكتبها في حياتي

---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
كنت في زمن فات :  أرصد قلب الثنايا
و أجوب كل الطرقات : و أفتش وسط الخبايا
و أدهس جثث الأموات : و أبحث بين الضحايا
أملاً في بعض الذكريات : تعيدني لعصر الأمجاد
بحثاً عن قوة ذات : ضاعت في أحراش الفساد
و ألمح بنظري الفُتات : لرصاص حصد الأجساد
من عدو جاء بنيات : هدم حضارات الأجداد
شاهدت بقايا ثكنات : لجيش احترف الجهاد
قاتل من عصر الأهرامات : مروراً بزمن  الفتوحات
و صمد في ظلمة الانكسارات : و زأر في نشوة الانتصارات
شراسة و قوة و غارات : جنود و مدافع و طائرات
سحقت لعدونا دبابات : و دكت له حصوناً و مدرعات
بذلوا دمهم باللترات : و تسابقوا على الشهادة جماعات
كانوا للشجاعة عنوان : قاتلوا في بسالة و تفان
هجموا بضراوة و إتقان : و استماتوا في الدفاع بإيمان
بأن الوطن كرامة الانسان : فهرب الأعداء كجرذان 
شاهدت آثار جيشنا العظيم : فاستعاد ذهني ذكرى مجدنا القديم

صوت صفير البلبل ( قصيدة للأصمعي )

صوت صفير البلبلي وقصة الشاعر الاصمعي
هي قصه الاصمعي...
وهذه هي قصه الاصمعي...

و اتحداكم تحفظوها زي ما أنا حفظتها ههههههه

يحكى بأن الأصمعي سمع بأن الشعراء قد ضيق من قبل الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور فهو يحفظ كل قصيدة
يقولونها ويدعي بأنه سمعها من قبل فبعد أن ينتهي الشاعر من قول القصيدة يقوم الأمير
بسرد القصيدة إليه ويقول له لا بل حتى الجاري عندي يحفظها فيأتي الجاري( الغلام كان يحفظ الشعر بعد تكراره القصيدة مرتين ) فيسرد
القصيدة مرة أخرى ويقول الأمير ليس الأمر كذلك فحسب بل إن عندي جارية هي
تحفظها أيضاً ( .والجارية تحفظه بعد المرة الثالثة ) ويعمل هذا مع كل الشعراء.
فأصيب الشعراء بالخيبة والإحباط ، حيث أنه كان يتوجب على الأمير دفع مبلغ من المال
لكل قصيدة لم يسمعها ويكون مقابل ما كتبت عليه ذهباً. فسمع الأصمعي بذلك فقال
إن بالأمر مكر. فأعد قصيدة منوعة الكلمات وغريبة المعاني . فلبس لبس الأعراب وتنكر
حيث أنه كان معروفاً لدى الأمير. فدخل على الأمير وقال إن لدي قصيدة أود أن ألقيها
عليك ولا أعتقد أنك سمعتها من قبل. فقال له الأمير هات ما عندك ، فقال القصيده..


وهذه هي القصيدة


صـوت صــفير الـبلبـلي *** هيج قـــلبي الثمــلي

المـــــــاء والزهر معا *** مــــع زهرِ لحظِ المٌقَلي

و أنت يا ســـــــــيدَ لي *** وســــــيدي ومولي لي

فكــــــــم فكــــم تيمني *** غُـــزَيلٌ عقــــــــــيقَلي

قطَّفتَه من وجــــــــــنَةٍ *** من لثم ورد الخــــجلي

فـــــــقال لا لا لا لا لا *** وقــــــــد غدا مهرولي

والخُـــــوذ مالت طربا *** من فعل هـــذا الرجلي

فــــــــولولت وولولت *** ولـــــي ولي يا ويل لي

فقلت لا تولولـــــــــي *** وبيني اللؤلؤ لــــــــــي

قالت له حين كـــــــذا *** انهض وجــــــد بالنقلي

وفتية سقــــــــــــونني *** قـــــــــهوة كالعسل لي

شممـــــــــــتها بأنافي *** أزكـــــــى من القرنفلي

في وســط بستان حلي *** بالزهر والســـــرور لي

والعـــود دندن دنا لي *** والطبل طبطب طب لـي

طب طبطب طب طبطب *** طب طبطب طبطب طب لي

والسقف سق سق سق لي *** والرقص قد طاب لي

شـوى شـوى وشــــاهش *** على ورق ســـفرجلي

وغرد القمري يصـــــيح *** ملل فـــــــــــي مللي

ولــــــــــــو تراني راكبا *** علــــى حمار اهزلي

يمشي علــــــــــــى ثلاثة *** كمـــــشية العرنجلي

والناس ترجــــــــم جملي *** في الســوق بالقلقللي

والكـــــــــل كعكع كعِكَع *** خلفي ومـــن حويللي

لكـــــــــــن مشيت هاربا *** من خشـــية العقنقلي

إلى لقاء مــــــــــــــــلك *** مــــــــــعظم مبجلي

يأمر لي بخـــــــــــــلعة *** حمـــراء كالدم دملي

اجــــــــــــر فيها ماشيا *** مبغــــــــــددا للذيلي

انا الأديب الألمــعي من *** حي ارض الموصلي

نظمت قطــــعا زخرفت *** يعجز عنها الأدبو لي

أقول في مطلعــــــــــها *** صوت صفير البلبلي


حينها اسقط في يد الأمير فقال يا غلام يا جارية. قالوا لم نسمع بها من قبل يا مولاي.
فقال الأمير احضر ما كتبتها عليه فنزنه ونعطيك وزنه ذهباً. قال ورثت عمود رخام من
أبي وقد كتبتها عليه ، لا يحمله إلا عشرة من الجند. فأحضروه فوزن الصندوق كله. فقال
الوزير يا أمير المؤمنين ما أضنه إلا الأصمعي فقال الأمير أمط لثامك يا أعرابي. فأزال
الأعرابي لثامه فإذا به الأصمعي. فقال الأمير أتفعل ذلك بأمير المؤمنين يا أصمعي؟ قال يا
أمير المؤمنين قد قطعت رزق الشعراء بفعلك هذا. قال الأمير أعد المال يا أصمعي قال لا
أعيده. قال الأمير أعده قال الأصمعي بشرط. قال الأمير فما هو؟ قال أن تعطي الشعراء
على نقلهم ومقولهم. قال الأمير لك ما تريد

عجائب الفيس بوك السبعة

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
طبعا جميعنا نعلم بعجائب الدنيا السبع القديمة و الحديثة . و لكن هذا الموضوع سنتحدت عن نوع مختلف من العجائب ،
عجائب الفيس بوك .
لا تحملق في هكذا ، نعم أنت لم تخطأ السمع عجائب الفيس بوك .
فلنباشر بالعجائب لأن الوقت من ذهب:
1- الباحث عن الاصدقاء يستحق و عن جدارة أن يحجز موضعا في قائمة عجائب الفيس بوك .و السبب واضح و ذلك لانه يضطرك لشراء دستين على الاقل من فأرة الكمبيوتر . و ذلك لأن بكرة كل فأرة لن تستغرق سوى بعض دقائق ثم لا تلبث أن تتلف من الكم الهائل من الاشخاص الذي سيظهر لك و الذي لن تجد له أول من آخر ( و ابقى قابلي لو وصلت للنهاية )
2 - خاصية " أشخاص قد تعرفهم " طوال عمري أسمع عن أشخاص يسيرون نياما و لكن أن يصادق المرء أثناء نومه فهذه هي الجديدة . ربما تشعر بهذا أثناء مطالعتك لتلك القائمة . فتجدها تحوي في كل ثانية شخصين يختلفون عن نظيريهما في الثانية التي تسبقها . و لا تدري من هذا ؟ و من ذاك ؟ و كأنك فجأة أصبحت تعرف كل البشر الذين يقطنون كوكب الأرض ( بل و غير البشر أيضا ) فمن أين لك بمعرفتهم ؟ لا تدري
3 - ألعاب الفيس بوك هذا موضوع وحده كبير . أنا شخصيا أعاني من بلا تفسير .
عندما أجد في الاشعارات ، العديد من الايميلات ،
فيها أجد الدعوات ، لأجرب تلك اللعبات
، فأدخل لكي لا أقول القطار فات ، فأجدها كلها متشابهات
، و تحوي العديد من اللوغاريتمات . فهنا تأكل المكسرات . و هنا تبني بالمعدات ، و هناك لعب بالكرات .
فلو لدى أحدكم تفسيرات ، فليكلمني على الشات ، يا أولاد و يا فتيات .
4 - كرسي الاعتراف ( كرسي و لا كل الكراسي ) هذه كانت كلمة الافتتاح لعم حسنين النجار العالمي الحاصل على جائزة اللوح الخشبي الذهبي ( و متأسلونيش ازاي ) في حواره عن كرسي الاعتراف . فهو محشو بريش نعامة الصدق + جلد الصراحة + حديد الامانه في مزيج مدهش . و امكانياته العصرية بلا حدود ، فهو يتشكل على شخصية مستخدمه ، و يجبره على الاجابة بالحقيقة لاحتوائه على جهاز كشف الخبث ( فرنسي - أسباني - شامي - بلدي - صعيدي ) و لو أشتم رائحة كذب يصعق فورا بقوة 220.25 فولت و ذلك لتأديب صاحبه و لتعليمه أهمية الصدق في الحياة . الان كرسي الاعتراف في مصر و ذلك بسعر خيالي ، قبل الحسم رقم ذا خمسة أصفار و بعده رقم ذي أربعة أصفار فقط . الان و حصريا النسخة الصينية من كرسي الاعتراف ( المهربة ) فقط في محلات عم حسنين للنجارة فقط افرش الورقة ام 200 و خذلك و اخلع و اوعى اسمع انك قلت لاصحابك ملحوظة : جميع الفروع بعيدة عن أقسام الشرطة
5 - قارئ أفكار الاصدقاء أخر تكنولوجيا العصر خوذة قراءة الأفكار فبكبسة زر على اسم الصديق تتم عملية اختراق لخلاية المخ و المخيخ و يكشف ما في الباطن ، و لكن احرص على ألا تأخذك الصدمة عندما تكتشف فجأة أن جميع أصدقائك ( أو الذين من المفترض أن يكونوا كذلك ) يتحدثون عنك بكل ...... عندئذ تأخذ قرارا بمسح كل قوائم الاصدقاء . لذا فدقق فاختيار اصدقائك حتى لا تخدع مجددا ( نصيحة : سيبك من موضوع الصداقة ده لانك مش هتلاقي حد على مزاج الخوذة )
6- لعبة الحقيقة بعد الرعب و الفزع الناتجين من كرسي الاعتراف ( برغم أن الخسائر من الصعق بالكهرباء لم تتجاوز 7000 قتيل و 50239.25 في الانعاش ) تم إصدار النسخة المعدلة من كرسي الاعتراف ، أصبح الامر أسهل ، فقط لديك خيارين لا ثالث لهما الاول : نعم ، و الثاني لا و تم إلغاء صعقة الكهرباء فقط سنكتفي في ... احم احم ... الترحيب الحار الذي ستلقاه من صديقك و تقبله لرأيك بمنتهى الود و المحبة ( طبعا سيعبر عن ذلك ببعض ال ...... )
7- و أخيرا و ليس آخرا العجيبة الأثمن و الأعظم ، العجيبة الحقيقية ، و التي تمنح الحرية و هي .............. أترك لكم الإجابة
;