بحث في المدونة

الجمعة، 27 سبتمبر 2013

سماء بلا نجوم



إهداء إلى الأشخاص الذين غيروا حياتي للأفضل ...
إلى النجوم التي تلمع في سمائي ...
إلى من أشتاق إليهم ...
و إلى من أريدهم أن يظلوا بقربي دائماً ...

ظلام دامس لا ينقشع ...
هدوء و وحدة و ...
و لا شيء ...
فقط صمت رتيب كئيب ، مستمر إلى ما لا نهاية ...
إنها حلقة سوداء أدور فيها ...
رغم أنني أرى النور يلوح في الأفق ...
أراه يتوهج أمام عيناي ...
و لكني لا أستطيع الوصول إليه ...
أحياناً أمد يد و أحاول أن أمسك بالنور بيدي ...
و لكني دائماً ما أفشل ...
فهل لأنني لا أحاول بالجدية الكافية ؟
أم لأنني أحتاج إلى من يمد إلي يده ...
و يخرجني من ذلك الظلام ...
حسناً ، ربما ليس علي أن أفكر في الأمر ...
لقد اعتادت عيناي على الظلام ...
و اعتدت على الحياة في الظلام ...
في الظلام أكل و أشرب ...
أقرأ و أكتب ...
و ربما لو خرجت من الظلام ...
... أموت .
لا بأس ، سأبقى في الظلام ... إلى الأبد .
و من نافذتي الضيقة على العالم الخارجي ...
ألقيت نظرةً خاطفةً و خجولة على العالم الخارجي ...
و إلى السماء ... سمائي .
لم تتغير و ظلت كما هي ...
مُظلمة و كئيبة ...
و لا تلمع فيها النجوم .
هل أنا أحلم ؟ أم أن هذه حقيقة ؟
هل أنا أخرج للنور حقاً ؟ هل ؟
أجل ، إنها حقيقة ...
و الفضل له ... هو
هو من التقط  يدي و لم يتخلى عني قط ...
هو من قاتل ضد الظلام الذي كان يُغلفني ...
حارب ببسالة من أجل تحريري ...
و لم ييأس و لم يستسلم حتى فعل ...
عجزت عن الكلام ، فلم أجد إلا أن أقول و الدماع تكاد تسيل من عيني :
أشكرك ، حقاً أشكرك .
ابتسم في هدوء قائلاً :
لا تشكرني ، و الآن الجميع بانتظارك .
اتسعت ابتسامتي ...
أجل ، أنا مُمتن لهم جُميعاً ...
جميعهم تكاتفوا من أجلي ... و لم يتخلوا عني ...
و ... ها هم .
ها أنا أراهم جميعاً أمامي ...
وسط النور ... الغامر .
الآن فقط يُمكنني أن أنظر إلى السماء ...
التي امتلأت بالنجوم ... المُتوهِجَة .
منذ اليوم ، تغيرت حياتي تماماً ...
لم أعد أرى الظلام ...
و حتى لو رأيته ، فسرعان ما ينقشع ...
أصبحت لدي العديد من النجوم ...
نجوم ٌ قوية بما يكفي ... لتبديد أي ظلام .
الأهم من ذلك ... أنني أيضاً أصبحت نجماً ...
نجماً ، في سماوات الآخرين ...
أساهم في تبديد ظلماتهم ... و معاناتهم .
حقاً ، إنه هذا هو أهم ما في الوجود ... و ما في الحياة .
و الآن ها أنا أجلس معهم كالمعتاد ...
في تلك الشُرفة الواسعة التي نُحبها جميعاً ...
ننظرُ إلى السماء ، التي كانت مليئة ً بالنجوم الساطعة في ذلك اليوم ...
و القمر كان بدراً كاملاً ، يبعث بنوره الدافئ على الأرض ...
نسيم الهواء النقي ، يداعُب وجوهنا بلطف ...
نتبادل النكات و الدعابات ، و نتناقش في أمور الدراسة ...
كلٌ يحكي عن أحلامه ... و نتكلم عن المستقبل ...
 أشجعهم ، و هم يشجعوني على الاهتمام بهوايتي " الكتابة " ...
و نقضي وقتاً لا مثيل له ...
قلت : و الآن ما رأيكم بأن ...
" سأرحل الآن "
" ماذا "
قلتها و قالها معي للجميع ... و نحن نُلتفت إليه في استنكار ...
قلت : ما زال الوقت مُبكراً ، الأمسية لم تنتهي بعد .
قال بابتسامة ٍ أليمة ٍ : إنها النهاية بالنسبة إلي أنا .
قالها ، ثم أخذ يبتعد ، و يحلق لأعلى في هدوء ...
بينما أنا أصيح في غير تصديق : لا، انتظر ، لا تذهب ، لا تذهب !
لم أتمالك دموعي التي أخذت تسيل بغزارة ...
و شاركني الجميع في هذا ، بمنتهى الأسى ... و الألم .
و ها هو الوقت يمضي ، و بدأ النجوم بالاختفاء في السماء .
و بدأ ضوء القمر يخفت تدريجاً .
هنا ، أشار إليها و هو يقول :
و الآن ، حان الوقت لنغادر .
نظرت إليه بابتسامة ٍ هادئة قائلة ً:
حسناً .
نظرت إليهما متسائلاً في عدم فهم و هلع ...
بينما قال هو لي : لا بأس ، سنزورك من حين لآخر ...
كما ، أنك الآن وصلت لمرحلة الاعتماد على نفسك .
صرخت قائلاً : ما الذي تقوله ؟ انتظر !
قالت مبتسمة : لا بأس ، سنكون على اتصال دائماً .
عجز لساني عن الكلام ، و اكتفيت بالتلويح لهما مودعاً ، و أنا أحاول الابتسام ...
و الآن لم يتبقى سوى ثلاثتنا ...
حاولنا التماسك ثم حاولنا الابتسام ...  ثم حاولنا الضحك ...
ربما نجحنا في ذلك ... و ساندنا بعضنا البعض ...
و قضينا وقتا ً ممتعاً ...
حتى جاء ذلك الوقت الذي قال فيه :
و الآن يجب أن أغادر ... أراكم قريباً .
" انتظر ، ليس أنت أيضاً "
هكذا صحت في يأس ...
بينما قال هو :
لست أبعد كثيراً عن هنا ، و دائماً ما سآتي ... لا بأس .
ودعته في ضجر ... بينما عدت لأجلس بجانبها حيث لم يتبقى سوانا .
جلسنا نستعيد ذكريات الماضي ... و نفكر في المستقبل ...
و كذلك بدأنا نتحدث عن الدراسة و مشاكلها ...
هكذا قضينا الوقت ...
و في النهاية الحديث قالت :
و بالحديث عن الدراسة ، حان الوقت لأرحل من أجلها .
هززت رأسي في عدم فهم ثم قلت :
ماذا تقولين ؟
ابتسمت قائلة ً :
لا بأس ، مهما غبت فحتماً سأعود يوماً .
قلت و أنا أقاوم دموعي :
هل تمزحين ؟ هل ستتركينني أنت ِ أيضاً ؟
جميعكم ترحلون و تتركوني وحيداً ؟
لا ليس مجدداً ، لن أعود للظلام مجدداً .
قالت و هي تبتعد :
لن نتركك ، نحن دائماً معك ... نحن دائماً في داخلك .
و لن تسقط في الظلام .
قالتها ثم اختفت عن انظاري ...
بينما سقطت أنا أرضاً ...
شعرت فجأة ً بأنني أسقط في هاوية بلا قرار ...
هاوية مظلمة كئيبة تغلفني ، و تكتم أنفاسي ...
بينما لم أحاول أنا المقاومة على الإطلاق ...
فقط اكتفيت بالاستسلام للسقوط في يأس ...
و ...
و لكن ، لماذا توقفت عن السقوط ؟
لماذا بدأ الظلام في التبدد دفعة ً واحدة ً ؟
لماذا عدت لأرى النور من جديد ...
أشعر بيد ٍ دافئة ، تمسك في يدي ... و تدفعني للنهوض ...
أنهض و أنا أسمع صوتاً دافئاً عذباً يقول لي :
انهض ، لم أعهدك ضعيفاً .
نهضت و أنا أشعر بالقوة و الحيوية و الأمل يعودون لي فجأة ...
انظر لصاحبة الصوت و أقول منبهراً :
أنت ِ ؟ لا أصدق عيناي .
ابتسمت و هي تقول في رقة :
أجل ، إنها أنا .
تساءلت في توتر :
هل ستتركينني أنت ِ أيضاً ؟
أجابت و ابتسامتها تتسع :
أعدك بأني لن أفعل مطلقاً !
ابتسمت و قد عادت لي أمالي من جديد ...
وقفنا معاً ، و قد عادت نسمات الهواء لتداعب وجهينا ...
نظرنا للسماء ...
فرأيناها و قد امتلأت بالنجوم من جديد ...
و وسط كل هذه النجوم ...
شاهدنا نجمين كبيرين ...
يلمعان و يتوهجان ، كما لم تتوهج نجوم من قبل .
تمت

الجمعة، 20 سبتمبر 2013

قريباً : فلاش باك ( فريق القلم الحر )

http://www1.youm7.com/News.asp?NewsID=1226417&SecID=89&IssueID=0
مشارك في هذا الكتاب الرائع بقصة بعنوان " ظلام ٌ دامس "
 
تحياتي :) 

الثلاثاء، 27 أغسطس 2013

" رصاص و دماء " : ( قصة قصيرة )

المقدمة :

هذه هي القصة كتبتها من واقع الأحداث الأليمة ...

التي وقعت في بلدي " مصر "

و يحدث مثلها في بلادنا العربية و الإسلامية

فأهديها إلى الجميع

أتمنى أكون قد وفقت في تقديم رسالة

تحياتي لكم

-------------------------------

أجلس على الأريكة ِ مكتوف اليدين ...
أسمع صراخ طفلاي ... و أنين زوجتي ...
و أنا بلا حول ٍ و لا قوة ...
و أنا لست بحالٍ أفضل منهم ...
و لكن لما يا ترى ؟!
هل لأن أطفالي لم يأكلوا شيئاً يُذكر منذ يومين ؟
أم لأن زوجتي تحتاج إلى جرعة ٍ جديدة من الدواء ...
أم لأنني لا أستطيع الخروج من منزلي كالأطفال ؟!
أم لأنني فقدت إحساسي بالوجود ؟!
و فقدت إحساسي بالزمان و المكان !
أين أنا ؟ أين أعيش ؟!
لقد نسيت ذلك منذ زمن ...
فلم يعد ذلك يُشَكِل فارقاً كبيراً ...
و الآن ها قد بدأت أصوات إطلاق النيران من جديد ...
لم يُعد ذلك الأمر مُفاجئاً ، أو خارج عن المألوف ...
لقد أصبح صوت إطلاق الرصاص هو موسيقاي ...
و أصبحت الدماء ، هي لوحة الصباح و المساء ...
و لكن يكفي هذا ...
يكفي خضوعاً و تخاذلاً ...
لن أقف مكتوف اليدين
و لن أجلس أندب حظي هكذا ...
" سأذهب "
صحت بها بكل ما يحمله قلبي من كبت و قهر و أسى ...
و اختلطت كلماتي بصوت دوي الرصاص ...
التفتت إلي زوجتي في هلع و قالت :
ما الذي تقوله ؟
ألقيت عليها نظرة ً خاطفة ً
و دون أن أنبس ببنت شفة ... توجهت نحو باب المنزل المُتهالك و أنا أعض شفتاي في ألم ...
" توقف أرجوك "
صرخت بها زوجتي في بكاء و هي تتمسك بيدي في شدة ...
حاولت أن أستعيد رباطة جأشي و أنا ألتفت إليها ... ثم انحنيت لأمسح دموعها و أنا أقول :
لا تقلقي ، سأعود بخير ، من أجل أبنائنا ، و من أجلك .
قالت وسط دموعها :
أرجوك لا تغادر الآن ، ألا تسمع صوت إطلاق النار ؟!
صحت قائلاً : بل أسمعه ، و لكني لا أستطيع أن أبقى ساكناً هكذا و أترك أطفالي يموتون جوعاً ، و زوجتي تأن من المرض .
قلتها و أزحت يدها عني برفق ، ثم توجهت إلى الباب و خرجت قبل أن تستوقفني مجدداً ...
و من خلف الباب سمعتها تصرخ باكية ً : " انتظر "

لا أصدق ، لقد ظفرت ببضع أرغفة من الخبز ، وبعض الجبن ... إنها مُعجزة ...
و كذلك استطعت أن أجلب ثلاث كبسولات لعلاج زوجتي ...
للأسف ، لم أستطع أن أجلب ما هو أكثر ...
سيكفينا هذا لثلاثة ِ أيام ...
و بعدها سأتصرف ...
المهم الآن ، أن أصل إلى المنزل ِ بسلام ...
و هذا شيء يتوقف على قدري ... قدري وحده ...
أخذت اقترب من المنزل شيئاً فشيئاً ...
لا أسمع أصوات ضوضاء ، أو إطلاق نيران ...
ربما تكون الأوضاع قد هدأت قليلاً ...
جيد ...
صرت أتقدم بخُطى ثابتة نحو المنزل ، و أنا أحمل الـ ...
" توقف عندك "
سمعت ذلك الصوت ، فتجمد الدم في عروقي ...
و تسمرت في مكاني بلا حركة ...
التفت برأسي ، لأرى رجلين ، المفترض أنهما من الشرطة قادمين نحوي ...
ازدردت لعابي ، و نظرت إليهم في توتر ، بينما سألني أحدهم :
أرني بطاقة هويتك !
أدخل يداي لأفتش في جيوبي ، بحثاً عن البطاقة و ...
يا للهول ! لقد نسيتها في المنزل !
رفعت عيناي إلى الشرطيين بوجهٍ مُحتقن و أنا أقول : يبدو أنني قد نسيتها ...
ابتسم الشرطيان في ظفر ، و كأنما كانا ينتظران ذلك ...
ثم مد أخدهما يده ليجذبني بقسوة و هو يقول :
إذاً ستأتي معنا يا هذا ، لنعلمك كيف تـ ...
بتر عبارته ، صوت إطلاق النيران الذي أخذ يدوي من جديد ...
و هنا ترك الشرطي يدي ، ليستل مسدسه في توتر ...
و فعل زميله الشيء نفسه ...
و هنا ، حين سنحت لي الفرصة ...
اتخذت قراري ...
أخذت أركض هارباً ، و أنا أتمسك في الكنز الذي أحمله بين يدي ...
التفت لي الشرطي الذي كان يمسك بيدي ، و صاح و هو يصوب مسدسه نحوي :
توقف يا هذا و إلا سأطلق عليك النار !
ألتقط نفساً عميقاً ، و تابعت ركضي في هلع ...
بينما سمعت زميله يقول :
دعك من ذلك الأحمق الآن ، لدينا ما هو أهم فلُنسرع !
التفت خلفي ، فوجدته يُخفض سلاحه و هو يرمُقني بنظرة ٍ نارية ...
ثم أشاح بوجهه عني ، و ذهب بعيداً مع رفيقه ...
هنا تنفست الصعداء ، و توقفت عن العدو لألتقط أنفاسي ...
لقد نجوت هذه المرة بأعجوبة ...
نجوت من الرصاص بالرصاص ...
و نجحت في العودة سالماً إلى زوجتي و أبنائي ...
و لكن لن تكون هذه آخر مُغامرة ٍ لي ...
لابد أنها ستكررها بعد ثلاثة أيام على الأكثر ...
فهل سأنجو في المرة المُقبلة؟ هل ؟
---------------------------------------------------------

تمت

الاثنين، 28 يناير 2013

أنهار محرمة

تم بحمد الله صدور المجموعة القصصية الثالثة لفريق القلم الحر " أنهار محرمة" - دار الحكمة للطبع والنشر
يمكنكم طلبها من دار الحكمة

أو شرائها من عرض القاهرة الدولي للكتاب بسرايا 4 ( مكتبة دار الفكر العربي )
و  يشرفنا حضوركم حفل التوقيع يوم 1 فبراير 2013 الساعة 2 بخيمة الحفلات جوار المقهى الثقافي .




ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
((فريق القلم الحر ))
  هدير زهدي
  سمر لطفي

  منال عبد الحميد 
   أحمد موسى
   عمر أحمد سليمان
   أسماء محمد فخرالدين 
    سحر النحاس
     أحمد سيد
     مروة المأذون
     رضوى صلاح الدين
;