بحث في المدونة

الثلاثاء، 12 يوليو 2011

سرقة في المركز التجاري

امتلأ ذلك المركز التجاري الضخم بمنطقة مدينة نصر بالزوار و العملاء خاصةً في ذلك اليوم الذي يعد عطلة رسمية في البلاد .
كان يتكون من بناية شاهقة الارتفاع تتكون من طوابق عدة و مزود بمصاعد حديثة و فاخرة .
و في كل طابق منها نوع مختلف من البضائع  فطابق للأثاث و آخر للإلكترونيات و ثالث للمنتجات الغذائية المختلفة و الذي يحوي أيـضاً مكتب المدير  ... إلخ .
و هناك في أحد الاركان الذي يحوي على المنتجات الغذائية المعلبة ، كان المكان هادئاً نسبياً بالمقارنة بباقي أجزاء المركز شديدة الازدحام ، فقد كان يحوي على عدد لا يتجاوز أصابع اليدين من الزوار .
و عند أحد الرفوف المخصصة لمعلبات الأطفال ، انهمك رجل وسيم ، طويل القامة ، عرض المنكبين في البحث عن شيء ما ، و لاحظ انهماكه هذا رجل آخر متوسط الطول و نحيل ، ذو بشرة سوداء ، فتقدم نحوه و ربت على كتفه و قال له مبتسماً : هل تبحث شيء ما يا سيدي ؟
 التفت له الوسيم قائلاً بدهشة : و هل أنت أحد العاملين بالمكان ؟
قال له الرجل مبتسماً : كلا ، و لكني أحد الرواد الدائمين على هذا المركز و لقد حفظت المكان عن ظهر قلب .
ابتسم الرجل و اخبره بطلبه و لم تمضِ سوى لحظات حتى استخرج له الرجل النحيل طلبه فشكره ، ثم سارا معاً ليترافقا في رحلة الشراء
و انهمك كل منهما في احد الاركان ..
و فجأة ، و بدون أي مقدمات
انطلقت صرخة في فضاء ذلك الطابق الكبير بأكمله ، حتى سمعها كل الزوار ، فأخذ الجميع يلتفت حوله بحثاً عن مصدر الصرخة ، كان سيدة طويلة و شقراء ، بدا الغضب مرتسماً على وجهها بوضوح ، فتوجه الجميع نحوها متسائلين ، فقالت : هذا الرجل حاول سرقتي . و أشارت بيدها إلى ..
.. إلى ذلك الرجل الوسيم .
فنظر الرجل إليها مذهولاُ و هو يقول : أنا ؟!
نظرت إليه السيدة بغضب شديد ثم صفعته بيدها على وجهه, و قد بدا مذهولا من ردة فعلها العنيفة .
و كذلك كان الرجل النحيل الذي كان يرافقه مذهولاً
و أخذ الجميع يتجمعون رويداً رويداً حول المكان ، و هم يتابعون الموقف بشغف ، و كأنما يشاهدون مسرحية هزلية .
و هنا خرج المدير من مكتبه و توجاً مسرعاً نحو مصدر الضوضاء قائلاً في غضب : ما هذه الفوضى ؟!
نظرت اليه السيدة الشقراء قائلةً هي الاخرى في الغضب : لقد كدت أُسرق
هنا ، كيف يحدث هذا في مركز تقولون انه عالمي ؟!
احتقن وجه المدير في شدة و قال بصوت مختنق : ماذا حدث بالضبط يا سيدتي ؟
قال السيدة في غضب و هي تشير إلى الوسيم : هذا الرجل حاول سرقتي ، و رقم قد فعل ذلك بالفعل ، و اطلب تفتيشه فوراً .
قال الرجل الوسيم بغضب : ليس لديكم الحق في فعل هذا ، فأنا لم أسرق أحداً . ثم التفت إلى رفيقه النحيل قائلاً في صرامة : لماذا تقف جامداً هكذا ، فلتقل شيئاً .
تخلص الرجل من جموده ، ثم تنحنح قائلاً و هو يضع يديه في جيبيه : لا أعتقد أن ....
ثم بتر عبارته فجأة ثم قال في دهشة : ما هذا أين نقودي ؟!
ثم التفت إلى الوسيم قائلاً في غضب : لقد سرقتني ، نعم لقد خدعتني ، تظاهرت بعدم قدرتك على الحصول على رغبتك و جعلتني انحني لالتقط لك ما تريد و سرقتني .
شحب وجه ثم قال في ثورة : ما هذا الذي تقوله يا هذا ، انت من عرض علي المساعدة .
قال النحيل غاضباً : و لكنك تظاهرت بعجزك عن التقاطه لكي تسرقني حتماً .
هنا تدخل المدير قائلاً في صرامة : حسناً يا سيدي ، دعنا نقُم بتفتيشك لكي نحسم الامر ، من فضلك اتبعني إلى مكتبي.
و انتم ايها السادة فلتتابعوا عملية الشراء من فضلكم .
ثم التفت إلى السيدة الشقراء و الرجل النحيل قائلاً : أرجو منكما الانتظار ريثما ننهي التفتيش .
قال النحيل : و لكن لما لا تقُم بتفتيشه أمام أعيننا هنا .
التفت اليه الرجل الوسيم و رمقه بنظره غامضة ، و قال المدير مطمئناً : هذا لا يجوز يا سيدي لا يجوز .
 بدا صوت الرجل مرتجفاً و هو يقول : حسناً لا بأس .
و بعد لحظات عاد المدير و هو يمسك محفظة ، و توجه نحو الرجل النحيل قائلاً : تفصل يا سيدي محفظتك .
أخذها الرجل و هو ينظر للمدير بشك ، و الذي اخرج من جيبه حاوية نقود وردية اللون و اعطاها للسيدة قائلاً : تفضلي يا سيدتي ،  سيدتي أتمنى أن تعودي سريعاً .
قالت له في توتر : سأحاول ، ويؤسفني أنني لم أستطع شراء شيء اليوم
صمت برهة ثم قال مبتسماً بغموض : أعتذر لكما عن هذا ، و أتمنى منكم زيارتنا في أقرب فرصةٍ ممكنة .
قالها و هو يضغط حروف الكلمات الاخيرة 
فنهض الرجل النحيل و صافح الرجل قائلاً : حسناً يا سيدي ، أتفهم الموقف ، و أتمنى إبلاغ الشرطة عن هذا السارق ، حتى لا يتسبب في إزعاج المزيد من المواطنين الابرياء .
قال المدير في لهجة بدت له ساخرة : بالطبع يا سيدي ، بالطبع .

-----------------------------------------------------------------------
خرجت السيدة الشقراء من باب ذلك المركز التجاري الكبير و هي تنظر حولها في توتر ، ثم عبرت ذلك الشارع في سرعة و حرص ، وثم انحرفت يميناً إلى شارع جانبي ، و منه إلى شارع جانبي آخر .
كان شارعاً ضيقاً و غير ملحوظ ، و قد كان هادئاً جداً كما لو كان مهجوراً
و هناك رأته ، رأت ذلك الرجل ..
الرجل النحيل اسود البشرة ، الذي كان معها منذ قليل في ذلك المركز التجاري .
و لم تكد تراه ، حتى توجهت نحوه في سرعة و لهفة شديدين قائلةً : هل وصل صبحي يا نشأت ؟
قال نشأت في توتر : ليس بعد يا سلوى ، ليس بعد .
مرت الدقائق عليهم كالدهر و هم جامدين في مكانهم في ذلك الشارع الجانبي لمدينة نصر .
و بعد ربع الساعة تقريباً ، سمعا وقع خطوات هادئة تقترب منهم ، و لم تمضِ ثوانٍ معدودة حتى ظهر من بعيد رجل طويل القامة أصلع الشعر ، يبدو على ملامحه القسوة ، و قد أخذ يقترب منهم و يحمل في يده حقيبة سوداء فاخرة .
و بمجرد أن لمح كل من نشأت و سلوى ذلك الرجل حتى اندفعا نحوه في لهفة شديدة .
و بمجرد وصولهما إليه ، قال نشأت في مزيج من اللهفة و التوتر : لماذا تأخرت يا صبحي و .. و هل نجحت في مهمتك ؟
ابتسم صبحي ابتسامة خبيثة و قال و هو يربت على الحقيبة التي يحملها : كما ترى !
قالت سلوى في لهفة : كم المبلغ تقريباً ؟
قال صبحي و قد اتسعت ابتسامته : مليون جنيه تقريباً
و خفق قلب نشأت و سلوى بمنتهى العنف ، فقد المبلغ يفوق كل ما توقعاه بكثير
فعندما أتفق ثلاثتهم على القيام بتلك الخدعة المتقنة ، و ذلك لسرقة ذلك المركز التجاري الضخم في مدينة نصر ، لم يتوقعا قط أن يزيد المبلغ بأي حال من الأحوال في خزينة المدير عن المائة الالف .
و لكنهم الان ظفروا بمليون جنيه .
و يا له من مبلغ !
و في فرح ربت نشأت على كتف صبحي قائلاً : أحسنت يا صبحي ، أحسنت .
قال صبحي في زهو : هذه هي عادتي دائماً ، أكنت تتوقع مني الفشل ؟!
ثم قال في محاولة منه للتواضع : و لكنكما أيضاً أديتما دوريكما على أكمل وجه ، و نجحتما في اجتذاب الجميع نحوكما ، و لقد أصبح الطريق فارغاً و ممهداً لغرفة المدير ، و لقد أتبعني القفل قليلاً ، فلقد كان محكماً بحق !
ابتسمت سلوى و قالت هي أيضاً في نشوة : ماذا كنت تتوقع منا أيضاً ، نحن أيضاً بارعان .
ثم صمتت برهة و قد بدا عليها علامات التفكير ، ثم قالت في قلق : و لكن هناك شيء ما يحيرني بشدة .
التفت كل من صبحي و نشأت إليها في توتر فتابعت : ألم يلاحظ المدير السرقة عندما أخذ ذلك الرجل ليفتشه ؟؟!!
قال نشأت في قلق : نعم ، انه أمر محير حقاً ، ترى ماذا حدث ؟
" سأخبرك أنا أيها الوغد "
التفت ثلاثتهم في فزع لمصدر تلك العبارة ..
و هنا كانت المفاجأة المذهلة ..
فهناك في نهاية ذلك الشارع ، كان يقف آخر رجل يتوقعون رؤيته في تلك اللحظة .
-------------------------------------------------------------------------------
تفجرت الدهشة في أعماق كل من نشأت و صبحي و سلوى في تلك اللحظة ..
فهناك و على نهاية ذلك الشارع ، كان يقف ذلك الرجل ...
... الرجل الوسيم الذي من المفترض أنه اُحتجِز هناك في المركز التجاري ، ريثما يتم إلقاء القبض عليه
كان يقف هناك و يصوب إليهم مسدساً كبيراً ، و ارتسمت على شفتيه ابتسامةً واسعة ..
و ساخرة ..
.. إلى أقصى حد
لاحظ الرجل الوسيم تلك الدهشة التي ارتسمت على وجوهم فقال و قد اتسعت ابتسامته أكثر و أكثر : من الواضح انكم مذهولون إلى أقصى ، أليس كذلك أيها الأوغاد ؟
حسناً دعوني أقدم لكم تفسيراً مناسباً إذن .
صمت لحظات و هو ينظر إل وجوههم التي ما زلت مليئة بالدهشة ثم تابع :
لقد أدركت من البداية أن في الامر خدعةُ ما ، فأنا لم أحاول سرقتك يا سلوى و لم أسرقك انت يا نشأت ، و لا تندهشوا لقد عرفت أسمائكم اللامعة من سجل المجرمين .
ظلوا على حالة جمودهم الممزوجة بالدهشة هذه ، فتابع : و كذلك لفت انتباهي حالة التوتر و القلق الشديدة و الغير مبررة عندما أخضعني المدير للتفتيش في مكتبه .
ثم ذهبت بإرادتي لأخضع للتفتيش و لقد دُهشت عندما وجدت في جيبي محفظتك بالفعل و كذلك محفظة سلوى .
و مع ذلك كان من المستحيل أن يلقي القبض علي .
قال صبحي في غضب : قمت بتهديده إذن ؟
أطلق الوسيم ضحكةً قصيرةً ثم قال : كلا لم أكن بحاجة إل ذلك مطلقاً
صمت ثم قال :
و بعدها لقد لاحظنا جميعاً وجود بعض الخدوش في الخزينة ، وجدناها كما توقعت أنا خالية تماماً ، و ذلك من عمل السيد صبحي بالطبع .
احتقن وجه صبحي ، فتابع الرجل :
ثم ذهب المدير ليعيد اليكم أشيائكم و كنت أنا قد غادرت المكان و تبعت السيدة سلوى إلى هنا ، و لقد تأكدت نظريتي بالفعل .
و هنا انتزع صبحي نفسه من جموده و التفت إلى سلوى قائلاً في ثورة : أيتها الحمقاء الغبية .
ثم التفت إلى الرجل قائلاً : و أنت يا هذا ، هل تظن أنك ستعود لمنزلك سالماً بعد كل ما تعلمه بشأننا ؟!
قالها ثم انقض ليلكم الرجل الوسيم و أطار المسدس من يده  ، فانتزع الرجل نفسه  من المفاجأة في سرعة ، ثم تفادى لكمته في براعة شديدة ، ثم اعتدل و ضرب الرجل بمرفقه على ظهره ، فسقط أرضاً في قوة ، و حاول النهوض و لكن الوسيم لكمه في فكه بقوة هائلة لتنزف منه الدماء في غزارة ، فسقط أرضاً غير قادر على الحراك .
فأخرج الرجل الوسيم من يديه الأغلال  و كبل ذراعي صبحي في سرعة ، ثم التفت إلى كل من نشأت و سلوى اللذين تجمدا في مكانيهما من هول الصدمة قائلاً : معذرةً ، نسيت أن أعرفكما بنفسي .
صمت ثم أردف مبتسماً و هو يلتقط مسدسه من الأرض  :
أنا صبري عبد المجيد ، أو الرائد صبري عبد المجيد . 

هناك تعليقان (2):

  1. محاولة جيدة
    عنصر التشويق موجود بين سطورها
    اللغة بسيطة ومرنة تحتاج لبعض المراجعة
    نحو الأفضل ....

    ردحذف
  2. شكراً على الرد و على النقد
    حابب بس أوضح نقطة إن القصة دي كنت كاتبها للتسلية ، مجرد صورة شفتها لواحدة بتصفع واحد، رحت كتبت عليها القصة دي ع السريع هههههه
    بس أنا فوجئت أنها عجبت ناس كتير حتى محمد امام قالي انها حلوة بس برضو عايزة مراجعة عشان تبقى محبوكة أكتر
    فبرغم أني مكنتش مهتم أوي بالقصة دي ، لكن فعلاً قررت أني هراجعها و هعدلها بس بعد ما أخلص اللي في ايدي دلوقتي
    بس معلش عايز توضيح بخصوص موضوع إن اللغة مرنة ؟

    ردحذف

;