بحث في المدونة

الاثنين، 22 أغسطس 2011

صندوق الأرواح ( البحث عن الحقيقة ) ج 1


صندوق الأرواح
 [url=http://www.0zz0.com][img]http://www9.0zz0.com/2011/08/22/15/983418248.jpg[/img][/url] 
http://www9.0zz0.com/2011/08/22/15/983418248.jpg
By : AHMEDHOLZ / AHMED MOUSA 
تمهيد :

لطالما أحببت القراءة و الكتابة بشكل عام  و الخيال العلمي بشكل خاص ..
و عشقت هذا المجال منذ نعومة اظافري ..
و كان لدكتور نبيل فاروق الفضل بعد الله سبحانه و تعالى في عشقي لهذا المجال ..
و تعلمت من رواياته الرائعة في الخيال العلمي و خاصةً سلسلتي ملف المستقبل و كوكتيل 2000 الكثير ..
و الكثير جداً ..
مما أهلني لأن أبدأ في كتابة سلسلتي الخاصة ..
و بخط رديء في كشكولي الخاص كتبت العدد الأول ..
و لكن بإهمال شديد أضعته ..
و لكن برغم أن ذلك آلمني بشدة ، لكن في الوقت ذاته كان بمثابة فرصة ذهبية لإعادة كتابته من جديد بصورة أفضل كثيراً ..
و قد بدأت ذلك بالفعل ..
ثم فجأة و بلا أدنى مقدمات ..
اشتعلت الثورة ..
اشتعلت من قبل شعب مقهور ، أصابه اليأس و أدرك أنه ضائع لا محالة و أنه ما من أمل أمامه سوى هذه الثورة
اشتعلت لتلهب حماسة المصريين جميعهم ..
و أنا منهم ..
فبدأت أكتب و أنشر المقالات و القصص عن الثورة بحماسةٍ بالغةٍ
حتى نسيت تماماً هدفي الأساسي ..
الخيال العلمي
و كان لابد لي أنا أعود
و هذه الرواية هي العودة
و إن كانت لا تُعد خيالاً علمياً ، بل رواية من نوع الفانتازيا
و أعتذر عن تلك المقدمة الطويلة
و الآن فلنبدأ ..
----------------------------------------------
مقدمة
خطوت بثقة و بهدوء شديدين لا يتناسبان قط مع رهبة الموقف التفت أجسام هلامية مرنة نصف شفافة حولي في صمت و أنا أتابع سيري بدون أن يبدوا علي أدنى تأثير ، برودة شديدة سادت المكان ، برودة كانت كفيل بتجميد الجحيم نفسه و مع ذلك لم تؤثر في أدنى تأثير واصلت سيري بثقة شخص أعتاد على الموقف برغم أنها كانت المرة الأولى التي أخطو فيها هذا المكان المهيب و أخيراً بعد سير لمسافة طويلة و إن كنت لم أشعر كثيراً بطولها و لم أذرف فيها قطرة عرق واحدة و ربما لتلك البرودة العجيبة وجدت نفسي أمام باب هائل الحجم يكاد يكفي لمرور فيل متوسط الحجم !حاولت ابتلاع دهشتي سريعاً و نجحت بغرابة في ذلك بالفعل ثم شددت قامتي و طرقت ذلك الباب الهائل في جرأة لم أتوقع أن تتواجد في نفسي قبل هذه اللحظة .و بدت طرقاتي وسط السكون العجيب الذي يغلف المكان كدوي القنابل و لثوان ظل الباب على وضعه هذا ثم فُتح عنوةً بسرعة كبيرة أثارت دهشتي كونها لا تتناسب مع ضخامته قط و لكن سرعان ما تبخرت دهشتي تلك ، و ذلك لتفسح مجالاً للكم الهائل من الذهول الذي تسلل إلى عقلي و قلبي ، بل و كياني كل في تلك اللحظة
و ذلك لأن ما رآيته خلف ذلك الباب ، كان مبهراً

بل و خيالياً ...

... و إلى أبعد الحدود  
--------------------
 
صندوق الأرواح الفصل الأول :  ( البحث عن الحقيقة )

1 – عالم عجيب
فجأة فُتح ذلك الباب على مصراعيه ..
و مع انفتاحه انفتح كل من فم و عين الواقف أمامه في بلاهةٍ شديدةٍ
و ذلك لأن ما يراه أمامه كان مدهشاً و لا يُصدق على الإطلاق
كان هناك و أمامه مباشرة ً و على عتبة ذلك الباب الضخم ، كان يقف شخص يشبه البشر إلى حد كبير و لكن مع اختلاف وحيد و جذري و هو أن طوله كان يقارب الأمتار الثلاث
و العجيب أن ذلك العملاق نفسه قد ارتفعت عيناه في دهشة
و تجمد الموقف كله للحظات ، و كأنما أصابته برودة المكان 
و بعد لحظات انتزع العملاق نفسه من دهشته و أنهى ذلك الجمود قائلاً في غلظة :
ما الذي أتى بك إلى هنا يا فتى ؟
انتزعه صوت العملاق من جموده هو الآخر فقال متوتراً :
لقد أرسلني النورس الجوال للقاء نورس المركز .
انعقد حاجبا ذلك الضخم بشدة حتى بدا و كأنهما على وشك السقوط بضخامتهما الشديدة
و ازداد توتر ذلك الشاب الواقف أمامه ، كان قد أخذ طريقه كله في حفظ تلك الجملة التي ينبغي عليه أن يقولها ، و كان أكثر ما يخشاه هو أن ينسى أي حرف فيها .
و مرة أخرى انتزع العملاق ذلك الشاب من أفكاره بقوله المفاجئ : حسناً ، تفضل بالدخول يا فتى .
و برغم توقعه لتلك الجملة أيضاً ، تسمر الفتى في مكانه للحظات حتى كرر العملاق :
تفضل بالدخول .
عندئذ انتزع الشاب نفسه من دهشته وتقدم بخطواتٍ حذرةٍ نحو ذلك الباب ، و ذلك العملاق يتابعه ببرود ..
و أخيراً خطا إلى الداخل ..
عندئذ تيقن ذلك الشاب أن دهشته لن تتلاشى طالما قد جاء إلى ذلك المكان ..
لن تتلاشى قط .
شعور عجيب ذلك الذي انتاب ذلك الشاب في تلك اللحظة ..
لقد شعر بأكبر مقدار من الذهول و الانبهار يقدر أن يحظى به المرء على الإطلاق
و ذلك لأنه رأى خلف ذلك الباب ما لا يمكن أن يٌصدق ..
لقد رأى سماءً خضراء ، شمساً زرقاء 
و حول تلك الشمس العجيبة كان يدور قمر متوسط الحجم و كان يتوهج بشدة
و الأغرب من هذا و ذاك هو تلك الحيوانات العجيبة التي تركض هنا و هناك ..
قطة خضراء اللون بأذنين طويلتين كالأرنب
ضفدع أزرق بلون السماء
و ..
و كلب برأسين !
أثار ذلك الكلب توتر الشاب كثيراً
و لكن و برغم كل ذلك
بدت كل تلك الأمور العجيبة مألوفة إليه للغاية
و لكن في الوقت نفسه لا يتذكرها
شعر عقله بالدوار الشديد من التفكير في ذلك الامر ، أنقذه منه ذلك العملاق بقوله :
لابد أنك اشتقت لدربي كثيراً، أليس كذلك ؟
دربي ؟!
بدا ذلك الاسم مألوفاً للغاية لديه
و لكن لسبب ما لم يتذكر صاحبه
كاد رأسه أن ينفجر من كثرة التفكير، فضرب رأسه بيده ، و كأنما يحاول أن يبعد بهذه الضربة الأفكار عن رأسه .
لم يبال العملاق به و هو يقول بإشارة من يده إلى إحدى الحدائق الواسعة المنتشرة في ذلك المكان: انتظر هناك في الداخل مع دربي ، ريثما أخبر السيد رافاييل بوجودك .
وبرغم عدم معرفته لدربي هذا أو حتى رافاييل ، لكنه  وجد نفسه يطيعه بلا مناقشة
فتوجه نحو تلك الحديقة الواسعة في صمت، بينما سار ذلك العملاق في الاتجاه المقابل له
و عندما وصل إليها عاد الذهول ليرافقه من جديد
فقد رأى باب هائلاً لتلك الحديقة ، لم يره عندما أشار إليها العملاق من بعيد !
و هنا أُصيب بالحيرة الشديدة ..
فماذا عساه أن يفعل أمام ذلك الباب الهائل الحجم المغلق بذلك القفل الضخم و الذي يزيد حجمه عن حجم كف يده .
هنا أصابه الحنق من ذلك العملاق ، الذي طلب منه الانتظار في الداخل و تساءل ما الذي كان يقصده بهذا إذن !
و في محاولة غريزية يائسة وضع يده على طرف ذلك القفل الضخم القفل ليتحسسه و ضغط عليه بيده و ...
... و تحطم القفل
تحكم وسط الذهول الذي عاد إليه مضاعفاً مراتٍ و مراتٍ 
و المذهل أكثر من ذلك أن القفل بأكمله قد تحطم و ليس ذلك الجزء الذي ضغط عليه فحسب .
" افتح الباب يا تشيهارو "
قالها صوت أنثوي هادئ
فالتفت بصورة غريزية إلى مصدر الصوت في فزع ..
و هنا شاهد مصدر الصوت ..
كانت فتاة شابة يبدو شكلها عادياً مثل سائر البشر
كانت متوسطة القامة شقراء الشعر ، و خضراء العينين
و قد ارتسمت على وجهها ابتسامة عذبة .
تسمر تشيهارو للحظات ثم قال متلعثماً : ممـ .. من أنت ؟ ،  و كــ ... كيف عرفتِ أسمي ؟!
تلاشت الابتسامة من على وجه الفتاة و قالت في بلهجة تكسوها المرارة : أنا مورا يا تشيهارو ، ألا تذكرني ؟!
مورا ..
بدا له هذا الاسم مألوفاً أكثر مما ينبغي
و لكن أين سمعه من قبل ؟
أين ؟؟؟
عاد ذلك الاضطراب في رأسه ليراوده مجدداً ، فوضع يده على رأسه في ألم ..
لاحظت مورا ذلك ، فقلت بشفقة تكسوها المرارة :
كنت أتوقع أنك قد نسيتني ، و لكن لا يهم ذلك الآن افتح الباب فحسب .
التفت إليها ثم قال مستنكرا ً : أفتح ماذا ؟!
قات مكررةً : أفتح الباب .
قال بنفس اللهجة المستنكرة : كيف ؟!
قالت بتعجب و كأنما سأل سؤالاً سخيفاً : أدفعه .
هز كتفيه و قال في سخرياً : حسناً سأدفعه .
قالها ثم التفت نحو ذلك الباب الضخم ، و وضع  يده اليمنى عليه بهدوء ثم وضع يده اليسرى أيضاً لتستقر فوقه ..
ثم أخذ يدفع الباب بهدوء شديد جداً فلم يتزحزح قيد أنملة ، حتى أن مورا قد قهقهت ضاحكة ً و قالت ً بسخرية :  أنت لا تدفع دجاجةً أيها الضعيف ، ادفع بقوة ولا تخشَ شيئاً ، لن يقتلك أحدُ ُإذا حطمته يا فتى .
احتقن وجه تشيهارو ، و بدا و كأن تلك الجملة الأخيرة قد أثارت حفيظته فأنزل يديه من على الباب لثوان ، ثم دفعهما نحو الباب مجدداًً ، و لكنه وضع فيهما كل قوته هذه المرة  ..
عندئذ أرتفع حاجبا تشيهارو حتى كادا أن يختلطا بشعر رأسه
فما حدث كان يفوق جميع توقعاته ..
.. تماماً .
اتسعت عينا تشيهارو حتى كادتا أن تبتلع وجهه بأكمله ، فما حدث في تلك اللحظة كان مدهشاً بحق ..
فلقد انهار ذلك الباب تماماً و سقط أرضاً محدثاً دوياً هائلاً كحجمه ، حتى أن تشيهارو قد وضع يديه على أذنيه و هو يلتفت حوله ، ليتأكد من أنه أحداً لم يبلغه صوته سقوطه المزعج
و ألتفت تشيهارو إلى مورا بدون أن تفارق امارات الذهول وجهه و توقع أن تزيد دهشتها عن دهشته ..
و لكن على النقيض وجدها تبتسم و تصفق بكفيها في جذل و هي تقول : أحسنت ، يبدو أنك مازلت تتمتع بقوتك و لم تنسها هي أيضاً .
قال بدون أن تتلاشى دهشته : ماذا تعنين ؟! و كيف حدث هذا ؟! كيف ؟!
قالت في اضطراب : ستعرف كل شيء لاحقاً أم الآن فهيا امضٍ في طريقك .
نظر إليها بضع لحظات في شك  ثم لم يلبث أن تنهد بعمق و توجه ببصره إلى تلك الفجوة العملاقة التي خلفها الباب جراء سقوطه  محاولاً أن يستشف منها عما يقبع في الداخل ، و لكنه لم يستطع أن يرى أي شيء سوى الظلام الحالك  ، فالتفت إليها متسائلاً بدهشة : ما الذي يوجد بالداخل هنا  لا أستطيع رؤية أي شيء و الظلام يحيق بكل شيء ، رغم أنه ثمة حديقة كانت تربض هنا منذ قليل !!
ابتسمت و قالت طريقة توحي بأنها أم تعلم طفلها الصغير : لا عليك ، فقط تقدم للداخل .
سألها : و لكن ، ألن تأتي معي ؟؟
أجابت : كلا ، ستذهب أنت وحدك ، فدوري قد انتهى عند هذا الحد ، و لكني سأعود مجدداً مع السيد رافاييل .
قال باستنكار : ماذا تقولين ؟! كيف تريدين مني أن أذهب لمكان مجهول و لا أعرف عنه شيئاً مثل هذا وحدي ؟!! 
قالت مورا بحزم : اسمع يا تشيهارو لقد جئت إلى هذا المكان منذ البداية بمحض إرادتك و حتى لو أرشدك أحد إلى ذلك ، ففي النهاية قد كان اختبارك أنت وحدك ، و برغم أنه مجهول بالنسبة إليك لم تتردد قط في المجيء و ذلك بسبب ارتباطك بهذا المكان بأكثر مما تتصور ..
صمت برهة لتلتقط أنفاسها ثم تابعت : و الآن عليك أن تثق بي و أن تتقدم إلى الداخل ، فثق بي يا تشيهارو ، ثق بي .
  ثق بعقلك و بقلبك و ستظل قوياً دائماً ، فصدقني هما و ليس العضلات المكمن الحقيقة للقوة ، أي قوة و لأي شخص .
حدق فيها تشيهارو للحظات مبهوراً و قال : من أنتِ بالضبط ؟
قالت مورا بنفس الحزم : أنا مورا يا تشيهارو مورا .
و لسبب ما عجز عن فهمه وجد نفسه و بدون نقاش يتقدم إلى الداخل
إلى ما وراء ذلك الظلام ..
الظلام الدامس .
--------------------
يتبع ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

;