بحث في المدونة

الجمعة، 3 فبراير 2012

الإشراقة الأخيرة ( خاطرة قصيرة )


وقفت أتأمل شروق الشمس الأخير هذا العام من على قمة ذلك المرتفع القديم

تسللت خيوط أشعتها في خجل شديد محاولةً اختراق تراكمات السحب الهائلة و المعتادة أيام الشتاء الباردة
وقفت أُعد الساعات و الدقائق و الثواني المتبقية على ذلك العام العصيب
وقفت محاولاً الابتسام في وجه الضوء مجاملاً له على جرأته الاستثنائية ..
و لكن قلبي كان يدمي و يذرف الدموع ..
عبرت ذكريات عديدة عقلي في تلك اللحظة ، و لكن وحدها ذكريات ثلاثمائة و خمسة و ستون يوماً نجحت في اختراق عقلي و أن تشغل فكري بالكامل
رأيت الآن الكثير من الأشياء ، الكثير و الكثير ..
شاهدت اللون الأحمر يغطي الدماء في الطرقات ..
رأيت اللون البرتقالي يصرخ في قلب النيران ..
رأيت اللون الأخضر يبرق في ماءٍ فاسدٍ يلهث وراء كل انسان ..
لمحت الماء بسقط دموعاً حارةَ بائسةً من العيون ..
أحسست برياح الغدر تطيح بكل برئ طاهر هتف للحياة ..
شاهدت اللون الأسود في ظلمات الشوارع يزأر بالشر ..
و لوهلة تصورت الدموع قد وجدت سبيلها من قلبي البائس إلى عيني ..
و لكن هيهات ، ليس الأمر بهذه السهولة فما زلت متماسكاً جامداً لن أبكي و لن أرضخ لمطالب فؤادي المنهار و لن أرضي أحزاني و شجوني بدمعة انتصار ..
و لكن لماذا تماسكت ؟ و لماذا لم أنهار ؟
لقد تذكرت ، نعم تذكرت ..
تذكرت أن اللون الأحمر لا يغطي فقط الدماء ، بل يغطي قلباً صافياً أحب بنقاء ، فهل يا قلبي تعلمت ؟
أدركت جمال البرتقالي في لوحة رسمها فنان ، فهي أقوى من كل النيران ..
عرفت أن فساد الأخضر لا يملك سوى أن ينحسر أمام كل نبتة و شجيرة و أرض يوم الحصاد ..
تذكرت أن الماء جميل فينتشر يروي ظمأ المخلوقات و تدب منه الحياة في كل الأرجاء ..
وجدت أن الرياح خلقها الله طيبة ، ففي أيام الصيف تهذب الأجواء ..
تيقنت بأن الظلام ما يلبث أن يتبدد و يركض مذعوراً هارباً من أدنى شعاع ضوءٍ يعبث في الأنحاء ، فعساكِ يا شمسنا تدركين ؟
و لهذا لم أبكي ، و لا أبكي ، و لن أبكي على الاطلاق .
فلأستمتع بأخر اشراقةٍ و بأخر شعاعٍ دافئ يمر هذا العام .
و لكن واسفاه ! المتعة انتهت سريعاً ، فها هي الشمس قد خسرت معركتها ضد الغيوم و أخذت تلوذ بالفرار وراء الجبال .
و أخيراً وضعت المعركة أوزارها لتهطل الأمطار ..
و لكن عساها الهزيمة الأخيرة لنور الصباح ..
و لتروي المياه الان بذور الحرية المتناثرة حولنا في كل مكان ..
فإن أول الغيث قطرة .
و لا أملك سوى أن أناجي ربي بعامٍ أفضل و غدٍ أفضل .
---------------------------------------------------------------------------- 
مع خالص تحياتي و أمنياتي بعام جديد سعيد :
AHMED MOUSA / AHMEDHOLZ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

;